في خطوة جديدة نحو الضغط على الإدارة الأمريكية لابقاء قواتها على الأراضي السورية، وإطالة أمد الحرب في سوريا، قال الجنرال جوزيف فوتيل رئيس القيادة المركزية الأمريكية أن قرار الرئيس الأمريكي بسحب القوات الأمريكية من سوريا تم دون مشاورته.
وأعلن الجنرال الذي يتولى الإشراف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء إن القرار المفاجئ الذي اتخذه ترامب في كانون الأول/ ديسمبر المنصرم، اتخذ دون مشاورته كرئيس لهيئة الأركان الأمريكية، وذلك في جلسة بمجلس الشيوخ الأمريكي.
وفي الجلسة ذاتها، ظهر جليًا مسعى فوتيل لإبقاء الجنود الأمريكيين على الأراضي السورية، وبشكل خاص في شمال سوريا حيث تنشط مع قوات سوريا الديمقراطية، وهي قوة أنشأتها الادارة الأمريكية السابقة بالتعاون مع قوات حماية الشعب الكردية وبعض الفصائل العربية المعارضة للحكومة السورية المركزية. وفي شمال سوريا، قال فوتيل إنه لا تزال فلول تنظيم داعش تحتفظ بقبضة يد، في بعض المواقع، وربما في ذلك دليل لكذب الرئيس الأمريكي الذي سبق وأعلن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية. لكن فوتيل أقر اليوم الثلاثاء أمام مجلس الشيوخ بأن التنظيم الإرهابي لا زال يسيطر على نحو أراضٍ تصل مساحتها نحو 20 ميلًا مربعًا.
وحذر فوتيل في كلمته من أن تنظيم الدولة الإسلامية سيشكل تهديدًا دائمًا بعد انسحاب أمريكي مقرر من سوريا، قائلًا إن "التنظيم المتشدد ما زال يحتفظ بقادة ومقاتلين ووسطاء وموارد، مما سيغذي قدرته على مواصلة القتال". وأكد فوتيل لمجلس الشيوخ "يتعين علينا مواصلة الضغط على هذه الشبكة...فهي لديها القدرة على العودة إن لم نفعل".
كما يبدو أن مسعى فوتيل لابقاء القوات الأمريكية على الأرض السورية، في محاولة لتدريب المزيد من المقاتلين "المعارضين" للحكومة السورية، يهدف الى إطالة أمد الحرب في سوريا.
وتعتبر الحكومة السورية وجود قوات أجنبية أمريكية أو تركية على أراضيها أمر منافٍ للقانون الدولي، بل هو احتلال صارخ، داعية جميع القوات "الغازية" التي أتت دون دعوة منها لمغادرة التراب السوري على الفور. وسبق أن هدد الجيش السوري قوات "قسد" في شمال سوريا، من التنسيق مع القوات الأمريكية التي تعتبر حليفة لها.
وكانت تقارير قد تحدثت عن انشاء القوات الأمريكية لقواعد عسكرية ومطار عسكري لها في شمال سوريا، بمحيط مدينة منبج، بالإضافة الى سيطرتها على منطقة التنف في جنوب شرق سوريا. وقد تعرضت قوافل الجنود الأمريكيين بمحيط مدينة منبج لعدة هجمات في الأسابيع الأخيرة من انتحاريين، بادعاء أنهم ينتمون لتنظيم "داعش" الارهابي، ضد التواجد الأمريكي في شمال سوريا.
تصوير: رويترز